- تتطلع بنوك أمريكية كبرى إلى إطلاق عملة مستقرة مشتركة لمواجهة منافسة الأصول الرقمية.
- تُمهّد تشريعات مثل قانون GENIUS الطريق لتوسع العملات المستقرة المنظمة.
- قد تُهيمن العملات المستقرة بحلول عام 2030، مما يدفع البنوك إلى التحديث بسرعة.
تتجه البنوك الكبرى نحو العملات الرقمية للحفاظ على قدرتها التنافسية في بيئة العملات المشفرة المالية الجديدة. وفي تغيير جذري في استراتيجيتها، يُقال إن كبرى المؤسسات المصرفية الأمريكية، مثل جي بي مورغان تشيس، وبنك أوف أمريكا، وسيتي جروب، وويلز فارجو، وغيرها، تُجري محادثات تمهيدية لإصدار عملة مستقرة مشتركة. ووفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال، يهدف هذا الإجراء المشترك إلى مواجهة التحدي التنافسي المتزايد الذي تُشكله العملات المشفرة والأصول الرقمية المدعومة بالتكنولوجيا.
تكشف مصادر أن اتحادات مملوكة للبنوك، مثل خدمات الإنذار المبكر (EWS)، المعروفة بتشغيل شبكة مدفوعات Zelle، وThe Clearing House، تُمثل محورًا أساسيًا في هذه المبادرة. ورغم أن هذا المشروع المُحتمل لا يزال في مراحله الأولى، إلا أنه يُعتبر بالفعل استجابةً لاتجاهات السوق المتغيرة بسرعة، مثل زيادة طلب العملاء على عمليات دفع على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، وتغير المشهد التنظيمي.
الضوء الأخضر التنظيمي: قانون GENIUS في دائرة الضوء
يُعد توقيت هذا التطور بالغ الأهمية. فهو يأتي في الوقت الذي اجتاز فيه قانون GENIUS، وهو مشروع قانون فيدرالي للعملات المستقرة، تصويتًا حاسمًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، ليقترب بذلك من الإقرار الكامل. ويعتقد خبراء القطاع أن هذا القانون سيمهد الطريق لسيل من إصدارات العملات المستقرة من البنوك ومنصات التكنولوجيا المالية، وحتى شركات التواصل الاجتماعي.
وتوقع رايان شون آدامز، مؤسس Bankless، قائلاً: “سيصوت مجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع المقبل على قانون GENIUS للعملات المستقرة – سيتم إقراره”. وأكد أن العديد من الشركات تمتلك بالفعل البنية التحتية اللازمة، وتنتظر ببساطة الوضوح التنظيمي.
وأكدت السيناتور سينثيا لوميس من وايومنغ على إلحاح الوضع، قائلةً:
“العملات المستقرة ليست المستقبل، بل هي الحاضر. يمكن للأصول الرقمية تسهيل المدفوعات على مدار الساعة طوال أيام السنة، دون تكاليف إضافية”.
وأشارت إلى أن هذا التشريع يمثل جهدا متوازنا لمساعدة الولايات المتحدة في الاحتفاظ بالقيادة في مجال التمويل العالمي.
البنوك الكبرى تلحق بركب العملات المشفرة
كانت المؤسسات المصرفية التقليدية بطيئة نسبيًا في التكيف مع أنظمة الدفع المعتمدة على تقنية بلوكتشين. وكان أحد المخاوف الرئيسية هو نزوح الودائع، خاصةً إذا أدت العملات المستقرة واسعة النطاق التي تقدمها شركات التكنولوجيا العملاقة أو تجار التجزئة إلى تحويل أموال العملاء بعيدًا عن الحسابات المصرفية التقليدية.
والآن، في مواجهة سوق محتملة بقيمة 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030، وفقًا لتوقعات سيتي جروب، وتزايد الوضوح التنظيمي، تتوق البنوك إلى التحرك. كما توقعت وزارة الخزانة الأمريكية نمو سوق العملات المستقرة إلى تريليوني دولار بحلول عام 2028.
بعد أن واجهت البنوك حملة تنظيمية صارمة على الخدمات المتعلقة بالعملات المشفرة في الفترة 2022-2023، بدأت الآن في إعادة هيكلة أنظمتها. ولا تُعتبر هذه الخطوة مجرد استراتيجية دفاعية، بل استباقية لاستعادة مكانتها الرقمية في نظام مالي عالمي سريع التحديث.
Be First to Comment